كتابات اخبار و مقابلات الكتب الافتتاحيات الصفحة الرئيسية
    English version  
       

للتواصل الافلام الصور السيرة رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية
امين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية
اخبار و مقابلات

البيئة العربية في 10 سنين
وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنه أحرز تقدماً على بعض الجبهات. هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصل إليه التقرير الجديد للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) وعنوانه "البيئة العربية في عشر سنين". وهذا التقرير هو العاشر في السلسلة السنوية عن وضع البيئة العربية، التي أطلقها "أفد" عام 2008.
المفكرة البيئية
البيئة في وسائل الاعلام العربي
النمو الأخضر ومصادر المياه في المنطقة العربية
عمّان، 25 كانون الثاني 2012
سنة 2015، أي بعد ثلاث سنوات من اليوم، ستهبط حصة الفرد السنوية من المياه العذبة الى 114 متراً مكعباً في الأردن و77 في السعودية و26 في الامارات وخمسة أمتار مكعبة في الكويت. هذه هي محدوديات الطبيعة، وكمية المياه التي على الأرض اليوم هي نفسها التي شربتها الدينوصورات قبل عشرات آلاف السنين. لكن هذه الكمية ستستمر في التضاؤل في المنطقة العربية بسبب آثار تغير المناخ، بينما يستمر السكان بالتزايد أضعافاً. الخيار المتبقي لكثير من البلدان هو بسد الفجوة بتحلية مياه البحر، وهي عملية شديدة الكلفة وغالباً ملوثة.

 

النمو الأخضر ومصادر المياه في المنطقة العربية

عمان، 23/1/2012

 

ملاحظات نجيب صعب

الأمين العام، المنتدى العربي للبيئة والتنمية

عمان، 23/1/2012

التقرير حول المياه، الذي أصدره المنتدى العربي للبيئة والتنمية عام 2010، أظهر أنه في وقت مبكر لا يتجاوز سنة 2015، وليس سنة 2025 كما كان الاعتقاد السائد، سيهبط معدل حصة الفرد العربي من المياه العذبة الى ما دون 500 متر مكعب في السنة، وهو ما يعتبر ندرة حادة.

سنة 2015، أي بعد ثلاث سنوات من اليوم، ستهبط حصة الفرد السنوية من المياه العذبة الى 114 متراً مكعباً في الأردن و77 في السعودية و26 في الامارات وخمسة أمتار مكعبة في الكويت. هذه هي محدوديات الطبيعة، وكمية المياه التي على الأرض اليوم هي نفسها التي شربتها الدينوصورات قبل عشرات آلاف السنين. لكن هذه الكمية ستستمر في التضاؤل في المنطقة العربية بسبب آثار تغير المناخ، بينما يستمر السكان بالتزايد أضعافاً. الخيار المتبقي لكثير من البلدان هو بسد الفجوة بتحلية مياه البحر، وهي عملية شديدة الكلفة وغالباً ملوثة.

مع هذا، فكمية المياه التي يهدرها الفرد للاستخدام الشخصي في بعض الدول التي تعتمد كلياً على التحلية، مثل الكويت، هي الأعلى في العالم إذ تتجاوز 500 ليتر يومياً.

ومع هذا، تستمر ملاعب الغولف بالانتشار كالفطر، في بعض دول المنطقة الأكثر جفافاً، حيث يستهلك كل ملعب كمية من المياه العذبة تكفي لاحتياجات 16 ألف إنسان.

ومع هذا، يستمر بلد فقير في المياه الى حدود العطش مثل الأردن في تصدير آلاف الأطنان من "المياه الافتراضية" على شكل بطيخ، أكثر من 90 في المئة من محتواه ماء.

ومع هذا أيضاً، يتم انتاج الحليب ومشتقاته باستخدام أعلاف مروية بمياه جوفية غير متجددة تتضاءل يومياً. حتى أن احدى دول المنطقة الأشد جفافاً أصبحت من أكبر مصدري الألبان. طبعاً يجب أن نعرف أن كل ليتر واحد من الحليب يحتاج الى ألف ليتر من المياه لانتاجه. وبالتأكيد يجب أن نعرف أنه ليس من الاستدامة في شيء أن نصدّر "المياه الأحفورية"، التي هي أكثر ندرة من "الوقود الأحفوري".

يجب أن نعرف أنه بينما تستنفد الزراعة 85 في المئة من المياه العذبة في العالم العربي، لا تتجاوز كفاءة الري 30 في المئة، أي أننا نخسر 70 في المئة.

كما يجب أن نعرف أنه، في ما عدا بعض النماذج النادرة، تبقى 43 في المئة من مياه الصرف بلا معالجة، وتلك التي تعالج يعاد استخدام أقل من 30 في المئة منها.

 

الاقتصاد الأخضر

التقرير الأخير الذي صدر عن المنتدى العربي للبيئة والتنمية "الاقتصاد الأخضر في عالم عربي متغيّر" اقترح التحول الى الاقتصاد الأخضر كوصفة علاجية لتحقيق الاستدامة في جميع القطاعات، بما فيها المياه. وهنا بعض الأمثلة:

التحول الى ممارسات الزراعة المستدامة توفر على الدول العربية بين 5 ـ 6 في المئة من الدخل القومي، نتيجة لتحسين انتاجية المياه والتراب وحماية الرأسمال الطبيعي. هذا يوازي 114 بليون دولار في السنة.

يقدّر تقرير المنتدى أن على الدول العربية تخصيص 1,5 في المئة من دخلها القومي سنوياً للاستثمار في نظافة المياه وشبكات البنى التحتية وكفاءة المياه وتكنولوجيات المعالجة والتدوير الملائمة، وذلك لتلبية الزيادات المتوقعة في الطلب على المياه. هذا يتطلب استثمارات مقدارها 28 بليون دولار سنوياً، يمكن ترجمتها الى وظائف جديدة في المدن والأرياف.

ويؤدي تخفيض الاستهلاك الفردي للكهرباء في الدول العربية الى المعدل العالمي فقط، من خلال تدابير الكفاءة، الى توفير 73 بليون دولار سنوياً. أما تخفيض الدعم على الطاقة بنسبة 25 في المئة فمن شأنه تحرير مئة بليون دولار خلال ثلاث سنوات، يمكن استخدامها لدعم تدابير الكفاءة والطاقة الخضراء وخلق ملايين فرص العمل.

كما يؤكد تقرير المنتدى أنه اذا التزمت الحكومات العربية تخضير قطاع البناء بزيادة الاستثمارات بمعدل 20 في المئة، فهذا يخلق استثمارات اضافية تصل الى 46 بليون دولار. وإلى جانب الوفورات الناجمة عن الكفاءة التي تؤمنها هذه الاستثمارات، فهي تخلق وظائف جديدة بمعدل 10 في المئة.

إن قرار ادخال الاقتصاد الأخضر في أجندة التنمية يفتح نافذة لاعادة نظر جذرية في السياسات العامة للدول العربية. غير أن هذا يتطلب التحول من "الاقتصاد الوهمي" الذي يقوم على بيع المواد الأولية والمضاربة في أسواق المال والعقارات، الى "الاقتصاد الحقيقي" الذي يقوم على الانتاج المستدام. فهو وحده القادر على حماية الرأسمال الطبيعي وخلق فرص عمل لائقة ومستقرة.

 

 

عودة
افلام الصور اخبار و مقابلات