نجيب صعب في سلسلة الرواد الخضر على سي.إن.إن.

بدأت شبكة سي إن.إن. بث سلسلة من التقارير حول أشخاص من مناطق مختلفة في العالم، قادوا مبادرات بيئية ناجحة. السلسلة، التي تحمل عنوان "روّاد خضر" (Green Pioneers)، اختارت الأسبوع الماضي نجيب صعب، رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية والأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، كرائد بيئي من المنطقة العربية. ويمكن تنزيل التحقيق من موقع سي.إن.إن. التالي:

http://arabic.cnn.com/video/#/video/scitech/2011/07/25/lebanon.green.cnn

هنا ترجمة للتحقيق الذي أجرته ريما مكتبي، من الأصل الانكليزي عن موقع CNN الالكتروني:

هالة غوراني: اليوم، تأخذنا مغامرتنا الخضراء الى لبنان، حيث التقت ريما مكتبي رجلاً يحاول التأكيد على أن الأخطار التي يواجهها كوكبنا، كل كوكبنا، يجب عدم إغفالها.

ريما مكتبي: وسط الاضطراب في العالم العربي، ينصب اهتمام نجيب صعب على مسألة جديرة بالنضال لأجلها، وهي العمل لمستقبل يكون مستداماً.

نجيب صعب اليوم في مدرسة على هضبة تشرف على بيروت، وهي موقع مثالي لثورته الخضراء. وفيما الأجيال المتقدمة في السن منغمسة في المشاكل الراهنة، يتولى تلاميذ مدرسة عين نجم غرس أشجار المستقبل تحت إشراف الرجل الذي أصبح شخصية رائدة في الحركة البيئية العربية.

نيكولا، تلميذ في مدرسة عين نجم: نقوم بتنظيف سطح الأرض، ثم نحفر حفرة، ونقص الكيس البلاستيكي ونضع الغرسة في الحفرة ونعيد التراب اليها. بعد ذلك نسقي الغرسة ونضغط التراب حولها لطرد الهواء منه.

نجيب صعب الرائد الأخضر: المشروع هنا يدعى "مشتل لكل مدرسة". لقد أطلقنا هذا المشروع منذ خمس سنوات في 350 مدرسة في لبنان. والفكرة من ورائه هي تثقيف الشبان حول أهمية الأشجار.

مكتبي: تم إرسال الأكياس البلاستيكية والبذور الى المدارس المشاركة في أنحاء لبنان. وتم تدريب المدرسين لضمان زرع البذور بالطريقة الصحيحة.

كلارا، تلميذة في مدرسة عين نجم: نحن نزرع الأشجار. نحب الطبيعة. وسوف نسقي البذور بالماء.

مكتبي: الشعار الوطني للبنان هو شجرة الأرز. حتى أنها تتوسط علمه. لكن نجيب صعب يقول إن الرمزية لم تفضي الى عمل جدي في بلده الأم.

صعب: كانت لدينا أثناء سنين الحرب الأهلية في لبنان آمال أكثر من الآن، لأننا كنا نأمل أن تتغير الأمور الى الأفضل عندما تنتهي الحرب. هذه مبادرات أهلية محلية على مستوى المدرسة والجامعة والجمعية. لكن على المستوى الحكومي لا توجد خطط مستدامة لصون البيئة.

مكتبي: برنامج غرس الأشجار هو من مشاريع نجيب صعب البيئية. وهو أيضاً رئيس تحرير "البيئة والتنمية"، التي هي مجلة بيئية شهرية تصل الآن الى 22 بلداً في الشرق الأوسط وتشكل جزءاً من المناهج التعليمية في كثير من المدارس.

صعب: أركز أكثر في عملي على المواضيع ذات الاهتمام الاقليمي المشترك، الى جانب الطلاب، محاولاً التحرر من المماحكات اليومية التي أصبحت هواية وطنية في بلدي، وذلك من أجل الحفاظ على صحتي العقلية. وكثيراً ما أشعر أني أوشك على فقدان الأمل وسط الصراعات. الأمل الوحيد الباقي هو في الأطفال، أي الجيل الجديد الذي نعمل معه.

مكتبي: هكذا، التلاميذ موضع اهتمامه والتربية سلاحه. وواحدة تلو الأخرى، يحوّل نجيب صعب مدارس لبنان، جاعلاً البيئة جزءاً من الحياة اليومية، وموصلاً رسالته الى جمهور عريض أيضاً من خلال سلسلة أفلام وثائقية تلفزيونية، ومن خلال المنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي أصبح مركزاً للبرامج البيئية الخلاّقة في العالم العربي.

صعب: بعد أن تضع الحروب والثورات والنزاعات أوزارها، يبقى علينا أن نواجه الحقيقة، وهي أننا نحتاج لنتنفس هواء نقياً ونشرب ماء نظيفاً، كما نحتاج الى تربة صالحة لنزرع محاصيلنا الغذائية. لذلك، فمهما حدث في لبنان وفي المنطقة من حولنا، لا يمكننا أن نتجنب العناية بالبيئة، لأنها مستقبلنا.