كتابات اخبار و مقابلات الكتب الافتتاحيات الصفحة الرئيسية
    English version  
       

للتواصل الافلام الصور السيرة رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية
امين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية
الافتتاحيات

البيئة العربية في 10 سنين
وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنه أحرز تقدماً على بعض الجبهات. هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصل إليه التقرير الجديد للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) وعنوانه "البيئة العربية في عشر سنين". وهذا التقرير هو العاشر في السلسلة السنوية عن وضع البيئة العربية، التي أطلقها "أفد" عام 2008.
المفكرة البيئية
البيئة في وسائل الاعلام العربي
قال الجمهور كلمته وعلى الحكومات أن تسمع

نجيب صعب، العدد 25، نيسان 2000

العبرة الرئيسية التي نخرج بها من تحليل نتائج الاستطلاع البيئي الول للرأي العام العربي، الذي ينشر في هذا العدد، هي أن الجمهور يجمع على أن وضع البيئة يسوء، ويطالب بالعمل لتحسينه، ويضع اللوم الأساسي في التدهور البيئي، وفي مسؤولية معالجته، على الحكومات. كما أن الناس أبدوا استعدادهم لدفع ضرائب أعلى اذا كانت مخصصة لرعاية البيئة، وللمشاركة الشخصية في تعديل أنماط حياتهم وعاداتهم الاستهلاكية وممارساتهم اليومية من أجل المساهمة في وقف التدهور البيئي.

إنها آراء واضحة تدحض الادعاءات بأن الجمهور متخلف في وعيه. لكن الوعي لا يكفي إذا لم يتحول الى عمل، إذ ان التغييرات الكبرى لا تتحقق إلا على مستوى السلطة والحكومات المركزية التي بيدها القرار. ومع أن للأفراد دوراً كبيراً، كما للجمعيات، لكن دورهم يصبح فاعلاً حين يؤثر في القرارات السياسية. واذا كنا في مجلة "البيئة والتنمية" نرفع شعار "البيئة الأفضل تبدأ بك أنت"، فنحن نعتبر أنها تبدأ بكل فرد لتصل أخيراً الى السلطة.

ويمكن الخروج من التقرير الاحصائي بالملاحظات العامة التالية:

1. المشاركون من أصحاب الدخل المتوسط كانوا الأكثر اهتماماً بالبيئة واستعداداً للمساهمة الشخصية في حمايتها، بما في ذلك دفع ضرائب أعلى. وأصحاب الدخل ما فوق المتوسط هم الأقل اهتماماً.

2. معظم الجمهور العربي على اطلاع بالمصطلحات البيئية الرئيسية المستعملة على مستوى العالم اليوم.

3. ينتظر الجمهور من الحكومات لعب الدور الرئيسي في التخطيط البيئي، ووضع السياسات البيئية، كما ينتظر دوراً أكبر من منظمات الأمم المتحدة ويعقد عليها آمالاً في دعم العمل البيئي.

4. سجل اللبنانيون مستويات عالية في معرفة المشاكل البيئية. وقد يعود هذا الى النقاشات التي تبعت أزمة النفايات السامة منذ سنوات، وكثرة الجمعيات البيئية، والتغطية الاعلامية الحرة للمشاكل.

5. سكان دول الخليج، خاصة السعودية والامارات، أكثر تفاؤلاً بوضع البيئة في بلدانهم من أي منطقة عربية أخرى. وهذا يعود الى تمكنهم خلال العقدين الماضيين من تحقيق مشاريع كبرى في تشجير الصحراء، إضافة الى الكثافة السكانية المنخفضة في تلك البلدان تشكل ضغطاً أقل على البيئة.

6. المشاكل البيئية في دول المشرق العربي أكثر منها في دول الخليج والمغرب، وذلك بسبب الكثافة السكانية الأعلى وقلة القيود على التلوث الصناعي.

7. مستويات الدخل الأدنى في دول المغرب قد تكون شكلت عاملاً ايجابياً للبيئة، اذ حدت من استنزاف الموارد الطبيعية.

8. الشباب والطلاب والأساتذة وذوو الدخل المتوسط وما دونه كانوا أفضل المجموعات في مستوى الوعي البيئي.

9. مستوى الوعي البيئي أعلى عند المجموعات التي تقرأ أكثر. أفضل الاجابات جاءت من قراء مجلة "البيئة والتنمية".

10. رفع مستوى الوعي وتعميم المعرفة البيئية حاجة ملحة لدى جميع الفئات وفي جميع مناطق العالم العربي. فكلما ازدادت المعرفة بالمشاكل البيئية ازداد الاستعداد للالتزام بخطوات وممارسات لحلها.

نرجو أن تكون نتائج هذا الاستطلاع رسالة واضحة من الجمهور العربي الى المسؤولين في البلدان العربية، أن هناك اجماعاً لدى الرأي العام على حماية البيئة، واستعداداً للمساهمة الشخصية لانجاح البرامج البيئية. فعسى أن تشكل مواقف الرأي العام المتقدمة دافعاً لسياسات وبرامج بيئية متطورة في العالم العربي، تواكب طموحات الناس. وستعمل الأطراف المشاركة في هذا الاستطلاع على استلهام آراء الجمهور في تخطيط برامجها وأولوياتها. وهذا ما نأمل أن يظهر قريباً في برامج الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، وأولويات برنامج الأمم المتحدة للبيئة في المنطقة العربية. كما أن مجلة "البيئة والتنمية" لن تكتفي بايصال هذه الآراء الى المسؤولين، بل ستستفيد منها في رسم توجهاتها الاعلامية بما يحاكي اهتمامات جمهورها.

لقد أسمع الجمهور العربي صوته البيئي، وكان دويّه عالياً. فعلى أطراف العمل البيئي العربي، منظمات اقليمية ودولية وحكومات وشركات وجمعيات ووسائل إعلام، العمل الجاد للحاق بصوت الناس والمباشرة فوراً بسياسات بيئية عصرية للقرن الحادي والعشرين.

عودة
افلام الصور اخبار و مقابلات