كتابات اخبار و مقابلات الكتب الافتتاحيات الصفحة الرئيسية
    English version  
       

للتواصل الافلام الصور السيرة رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية
امين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية
الافتتاحيات

البيئة العربية في 10 سنين
وضع البيئة في العالم العربي تراجع في جوانب كثيرة، لكنه أحرز تقدماً على بعض الجبهات. هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصل إليه التقرير الجديد للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) وعنوانه "البيئة العربية في عشر سنين". وهذا التقرير هو العاشر في السلسلة السنوية عن وضع البيئة العربية، التي أطلقها "أفد" عام 2008.
المفكرة البيئية
البيئة في وسائل الاعلام العربي
أحزاب البيئة العربية بين التسلية والاحتراف

نجيب صعب، العدد 124 ـ 125، تموز، آب 2008

من لبنان الى مصر والعراق، بدأت تصلنا بيانات باسم أحزاب تحمل عنوان البيئة والخضر. هذه ظاهرة صحية، إذ إن وضع البيئة على جدول الأعمال السياسي يتطلب، إلى جانب التوعية الجماهيرية، تنظيمات سياسية مؤثرة في مراكز القرار.

ما نلاحظه أن هذه الهيئات التي تسمي نفسها ''أحزاباً'' ما زالت تمارس العمل كجمعيات هواة، تفتقر الى البرامج والمؤسسات. وإذا كانت الجمعيات البيئية الفاعلة في العالم قادرة على اقتراح خطط انمائية بديلة لحماية البيئة وإنزال مئات آلاف المتظاهرين الى الشوارع لدعم تنفيذها، فلا جمعيات البيئة العربية ولا أحزابها قادرة على جمع عشرة أشخاص في تظاهرة.

وإذا كانت ''أحزاب البيئة'' في العالم العربي لا ترقى الى مستوى الجمعيات الأهلية الفاعلة، فالمطلوب منها يتجاوز حدود عمل الجمعيات، لأن للحزب اشتراطات وصفات مختلفة. فالحزب كيان سياسي، يجمع الناس حول أهداف محددة، ويضع برامج لتنفيذها، ويبني مؤسسات لانجاز مهماته، ويستقطب أعضاء يؤمنون بمبادئه، ويعمل على تحقيقها. واذا كان العمل الرئيسي للجمعية الأهلية نشر الوعي وتنفيذ بعض البرامج النموذجية، فدور الحزب السياسي يتجاوز هذا بالعمل على تحقيق أهدافه عن طريق الوصول الى السلطة، أي المشاركة في العملية الديموقراطية بتقديم مرشحين إلى الانتخابات، وحشد الضغط الشعبي لرفض أمور وتأييد أخرى، وفقاً لخطط الحزب ورؤيته.

الوصول الى السلطة يكون عن طريق برنامج يقدمه الحزب إلى الناخبين. ولا يمكن أن يحصر حزب بيئي برنامجه بقضايا البيئة فقط، بل عليه أن يضع برنامجاً يعالج شؤون الاقتصاد والاجتماع والقانون والزراعة والصناعة والعلاقات الخارجية، من وجهة نظر بيئية.

ومن البدع الغريبة أن أحزاباً عربية تحمل اسم البيئة تسمح بازدواجية انتماء العضو اليها وإلى حزب آخر في الوقت عينه. فكيف يمكن التوفيق بين الانتماء إلى حزبين سياسيين مختلفين، وإلى أي منهما يكون الولاء في حال تعارض البرامج؟ وإذا كان التجمّع يفتقر الى الولاء لمبادئ ومؤسسات وبرنامج يكفل الوصول إلى السلطة، فلماذا نصرّ على تسميته حزباً؟

إن لأحزاب الخضر التي سبقتنا في العالم مؤسسات وبرامج تنخرط على أساسها في العملية السياسية وتؤثر في عمل السلطة، إن لم تنجح في المشاركة المباشرة الفاعلة فيها. وقد شاركت أحزاب الخضر في ائتلافات حكومية عدة في العالم، وتسلّم ممثلها في ألمانيا حقيبة وزارة الخارجية. وحتى حين لا تشارك مباشرة في السلطة، فلأحزاب الخضر سطوة في جميع الدول الأوروبية اليوم، حيث تضم برامج الأحزاب الأخرى، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مبادئ وخططاً بيئية لاستقطاب الناخب البيئي.

الحزب مسألة جدية، وليس مجرد اسم وشعار. وقبل أن تسمي بعض التجمعات نفسها "حزباً"، عليها أن ترتقي إلى مستوى الجمعية الأهلية البيئية الحقيقية، التي تمتلك البرامج والأعضاء والمؤسسات. وقد تقرر التحول إلى حزب إذا نجحت في اضافة البعد السياسي والبرنامج المتكامل للوصول إلى السلطة.

الحزب مسألة جدية وليس تسلية للهواة.

عودة
افلام الصور اخبار و مقابلات