هذا التقرير حول التوقعات والتحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة يبني على التقارير الثمانية السابقة عن حالة البيئة العربية، التي أنتجها المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) منذ العام 2008. لقد عالجت تقارير "أفد" السنوية حتى الآن قضايا بيئية رئيسية في المنطقة العربية، بما في ذلك المياه والأمن الغذائي والطاقة والاقتصاد الأخضر والبصمة البيئية والاستهلاك المستدام وتغير المناخ، في ضوء التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة. يلقي هذا التقرير الضوء على خيارات السياسات المتوافرة للبلدان العربية كي تتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما وضعها المجتمع العالمي، بحلول سنة 2030.
يوصي تقرير "أفد" هذا حول "التنمية المستدامة في مناخ عربي متغيّر" بمقاربة بديلة، قائمة على دمج مبادئ التنمية المستدامة ضمن جهود إعادة الإعمار المرتقبة. وهو يدعو منظمات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية إلى عدم حصر جهودها في توفير ضروريات السلامة والحاجات الأساسية بالمتضررين، بل في استعمال خطط الإغاثة لترويج مقاربات جديدة للتنمية، متجذرة في مرحلة انتقالية إلى الاقتصاد الأخضر. وهكذا يتم العمل على تعزيز أهداف التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع الإغاثة والمساعدات الطارئة.
أصبحت تقارير "أفد" السنوية مصدراً رئيسياً للمعلومات ومحركاً أساسياً لاصلاحات في السياسات البيئية والإنمائية في البلدان العربية. وقد بيّنت التقارير الأهمية المحورية للعلاقة التلازمية بين الطاقة والمياه والغذاء، خصوصاً مع تنامي تأثير تغير المناخ. وقد ركزت تقارير "أفد" تكراراً على أهمية تعزيز الحصول على الطاقة والمياه والغذاء بكفاءة أفضل وبشكل عادل، وخفض النفايات، حيث هناك حدود صارمة لما يمكن للنظم الإيكولوجية العربية أن تدعمه.
|